الجمعة، 15 مارس 2013

الشعر الحديث خليل جبران , شخصيته ومقتطف من اعماله


 من هوا خليل جبران ؟ , وجزء من اعماله


ولد جبران في بلدة بشري شمال لبنان عام 1883 من اسرة متوسطة الحال , كان ابوه سكيرا وكذلك جده وقد ورث جبران عشق الخمرة كما‏ ورث من هذه الاسرة جرثومة السل التي فتكت بأمه واخته وأخيه فلا غرابة بعد ذلك أن يمتلك جبران طاقة عصبية مهتاجة وان يقبل على الخمرة اقبالا مرضيا وان تسهم جرثومة السل في تحريض خلاياه العصبية الدماغية مما دفع بعض الباحثين لربط عبقرية جبران بهذه العوامل الوراثية الآنفة الذكر .
 امضى جبران في دنيانا ثمانية واربعين عاما بدايتها في بشري - لبنان وختامها في نيويورك - امريكا . جمع جبران في رأسه مواهب متعددة فقد كان كاتبا وشاعرا ورساما ومصورا وكان مبدعا فيها جميعها بشهادة كبار النقاد والدارسين . بدأ بنشر مؤلفاته بالعربية من سنة 1905 ثم توالت مؤلفاته وبعدها انصرف إلى الكتابة باللغة الانكليزية طوال حياته .‏

اطلق عليه الياس ابو شبكة لقب المسيح الجديد
كان من اهم اصدقائه ورفقاء دربه وهم ايضاً من شعراء المهجر
ايليا ابو ماضي - ميخائيل نعيم.

 مقتبس من قصيدة 
 
قصيدة اعطني الناي
 
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناسِ لا يفنى وإِن قُبروا


وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها
أصابعُ الدهر يوماً ثم تنكسرُ

فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ

فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر

• * *

ليس في الغابات راعٍ
لا ولا فيها القطيعْ

فالشتا يمشي و لكن
لا يُجاريهِ الربيعْ

خُلقَ الناس عبيداً
للذي يأْبى الخضوعْ

فإذا ما هبَّ يوماً
سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا يرعى العقولْ

وأنينُ الناي أبقى
من مجيدٍ و ذليلْ

* * *

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
أحلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ

و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ

و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ

فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

* * *

ليس في الغابات حزنٌ
لا و لا فيها الهمومْ

فإذا هبّ نسيمٌ
لم تجىءْ معه السمومْ

ليس حزن النفس الاَّ
ظلُّ وهمٍ لا يدومْ

و غيوم النفس تبدو
من ثناياها النجومْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا يمحو المحنْ

و أنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الزمنْ

* * *

و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرُ

لذاك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا

فالناس إن شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى وعَلىَ التخدير قد فُطروا

فذا يُعربدُ إن صلَّى و ذاك إذا
أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ

فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا

فإن رأَيت أخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطرٍ قمرُ

* * *

ليس في الغابات سكرٌ
من خيال أو مدام

فالسواقي ليس فيها
غير إكسير الغمامْ

إنما التخدير ُ ثديٌ
و حليبٌ للانامْ

فإذا شاخوا و ماتوا
.بلغوا سن الفطامْ

* * *

أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا خير الشرابْ

و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الهضاب

* * *

و الدينُ في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ

من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ

فالقومُ لولا عقابُ البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا

كأنما الدينُ ضربٌ من تجارتهمْ
إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ
لا ولا الكفر القبيحْ

فاذا البلبل غنى
لم يقلْ هذا الصحيحْ

إنَّ دين الناس يأْتي
مثل ظلٍّ و يروحْ

* * *

أعطني الناي و غنِّ
فالغنا خيرُ الصلاة

و أنينُ الناي يبقى
.بعد أن تفنى الحياةْ

* * *

و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا

فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا

فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطرُ

و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق